ستكون الأتمتة والروبوتيات والمرونة من أهم التوجهات المتعلقة بآلات وتقنيات التغليف التي سيتم تناولها ومناقشتها في معرض الخليج للطباعة والتغليف 2025. تقرير آندي توماس إيمانز

 

يتمثل أحد الأهداف الرئيسية لبرنامج رؤية المملكة العربية السعودية 2030 في استبدال الواردات بالإنتاج المحلي عبر مجموعة واسعة من فئات المنتجات الاستهلاكية والصناعية، إذ تسعى المملكة إلى بلوغ هذا الهدف الطموح بطريقة مستدامة للغاية باستخدام أحدث الآلات والتقنيات والبرمجيات المتطورة.

ويساعد هذا الواقع في تحديد الآلات والمواد اللازمة للتغليف، والتي ستكون مطلوبة للموردين العالميين الذين يتطلعون إلى الاستثمار في المشاريع المرتبطة برؤية 2030. 

 

 يمكننا البدء من إعلان شركة نستله مؤخراً عن شراكتها مع الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية (مدن) لتعزيز إنتاجها الغذائي محلياً بشكل كبير من خلال بناء أول منشأة إنتاجية تابعة لها في المملكة؛ حيث تخصص الاتفاقية، التي تم توقيعها في سبتمبر 2024 في الرياض، قطعة أرض مساحتها 117 ألف متر مربع في المدينة الصناعية الثالثة بمدينة جدة من أجل هذه الغاية.

 

 ويهدف المشروع في مراحله الأولية إلى إنتاج أغذية الأطفال "وإطلاق خط إنتاج آلي مزوّد بتقنيات حديثة لمواد التعبئة والتغليف تشغلّه كوادر وطنية مؤهلة ومدربة". وتبلغ الطاقة الإنتاجية المستهدفة في المرحلة الأولى 15 ألف طن سنوياً.

ما هي أنواع آلات وأنظمة التعبئة والتغليف التي نتحدّث عنها هنا؟ ما هي التوجهات التكنولوجيا التي ستثير اهتمام زوار معرض الخليج للطباعة والتغليف 2025؟

 

 يكمن العامل الرئيسي الأهم في المرونة، أي قدرة آلات التعبئة والتغليف على مواكبة التغيرات السريعة في متطلبات السوق دون أن تخرج من الخدمة. ويتراوح مفهوم المرونة في آلات التعبئة والتغليف من القدرة على التعامل مع أحجام وأنواع مختلفة من المنتجات، إلى القدرة على إعادة تشكيل خط التعبئة والتغليف باستخدام وحدات إضافية يمكن استخدامها بسرعة وكفاءة لأداء وظائف مختلفة، علماً بأن القدرة على ربط هذه الوحدات بالناقلات أو بواسطة المركبات الموجهة آلياً (AGV) أو الروبوتات المستقلة ذاتية الحركة (AMRs) تعتبر واحدة من مجموعة طرق من شأنها تعزيز مرونة بيئات العمل بشكل فعلي.

 

كما أن عناصر التحكم القابلة للبرمجة تعزّز بدورها المرونة مع تسريع مواكبة التغيّر، وقد باتت عنصراً متزايد الأهمية في مواصفات الآلات. وإلى جانب البرمجة، فإن التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي أصبحا إضافتين هامتين في طريقة تصميم عمليات التعبئة والتغليف كي تبقى مواكبة للمتطلبات المتغيرة في القطاع.

 

ومن شأن الأتمتة الحد من عمليات المناولة والتفتيش اليدوية حيثما أمكن ذلك. لذا يهدف برنامج رؤية المملكة العربية السعودية 2030 إلى تدريب قوة عاملة ماهرة، مع تقليص الاعتماد على العمالة اليدوية التقليدية، لذا نتوقع أن نرى في معرض الخليج للطباعة والتغليف 2025 حلولاً جاهزة للاستخدام تقلل من العمالة وتزيد من الكفاءة والإنتاجية باستخدام أنظمة تغليف آلية بالكامل مع واجهات متقدمة للتفاعل البشري/الآلي. كما أن الأتمتة تدعم الشركات في إعادة تعيين موظفيها كي يزوالوا أدواراً أخرى من شأنها زيادة الربحية مثل البحث والتطوير. 

 

تتسم المعدات المؤتمتة بكونها أسرع في تأدية المهام بالمقارنة مع التشغيل اليدوي وهي أكثر دقة، ما يعني الحد من التلف. كما تسمح الآلات المؤتمتة بالإنتاج على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع.