أبرمت شركة ’تيناوي‘، التي تتخذ من الرياض مقراً لها، صفقة مع شركة كانون لشراء عدد من الطابعات النافئة للحبر عالية السرعة في مركزها الجديد للامتياز، ما يجسّد مثالاً حياً على الفرص الجديدة المتاحة لمزودي خدمات الطباعة التجارية في المملكة العربية السعودية.

 

ويأتي افتتاح مركز الطباعة الرقمية التجارية التابع لشركة ’تيناوي‘ في ظل التوقعات بتضاعف حجم سوق التصوير والطباعة في المملكة العربية السعودية أربع مرات بحلول عام 2030، مدفوعةً بالطلب المتزايد على خدمات الطباعة المخصّصة والمشاريع الطباعية قصيرة المدى.

 

وتم تزويد المركز الجديد لشركة ’تيناوي‘ بطابعات نافقة للحبر من شركة ’كانون‘ (من طرازي VarioPRINT i300 وVarioPRINT iX-3200) لتطبيقات الطباعة التجارية بكميات كبيرة، حيث تلبي هذه الطابعات مجموعة واسعة من الاحتياجات، من الكتب والمجلات إلى الكتيبات والمنشورات والمواد التجارية الأخرى.

 

وينسجم هذا المركز الرائد مع أهداف رؤية المملكة 2030 للتنويع الاقتصادي والتقدم التكنولوجي، بما توليه من تركيز على حلول الأعمال المستدامة التي تقلص النفايات وترشّد استهلاك الطاقة.

 

وستكون الطباعة بالتنسيق العريض من جملة التقنيات التجارية التي ستسمح بالاستفادة من الآفاق التي تنطوي عليها رؤية 2030، إذ تمثّل سوقاً تضم شريحة سكانية شابة تتمتع بدخل متاحٍ متنامٍ، ما يثمر عن فرص جديدة في مجالات مختلفة مثل المنسوجات المخصصة وأوراق الجدران والمفروشات وتطبيقات الديكور المنزلي الفاخرة الأخرى.

أمّا العامل الآخر الكامن خلف التوسع السريع لسوق الطباعة التجارية، فهو النمو الهائل المتوقع في خدمات التغليف المحلية، والذي أدى بالفعل إلى زيادة الطلب على العروض الترويجية المطبوعة في قطاعات الأغذية والتجزئة والمشروبات.

 

وتشير دراسة أجرتها شركة الاستشارات ’أستوت أناليتيكا‘ إلى أن قطاعات تجارة التجزئة والتعليم والإعلان تلعب دوراً هاماً في نمو الطباعة التجارية، إذ شهد قطاع التجزئة وحده زيادة بنسبة 15% في الطلب على مواد التغليف والترويج المخصصة.

 

كما أنّ التوجه نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجموعة واسعة من مجالات السلع والخدمات الاستهلاكية والصناعية من شأنه أيضاً أن يعزّز وبشكل كبير الفرص المتاحة لشركات الطباعة والتغليف في المملكة العربية السعودية.

 

وقد أعلنت شركة ’نستله‘ مؤخراً عن اعتزامها بناء أول منشأة لتصنيع الأغذية تابعة لها في المملكة باستثمار قيمته 270 مليون ريال سعودي (71.95 مليون دولار)، ما يجسّد مثالاً آخر على كيفية مساهمة رؤية المملكة 2030 في الطلب المتزايد على مواد التغليف المطبوعة محلياً بمختلف أنواعها وفئاتها.

 

وقد شهدنا بالفعل قيام شركة ’كيموها‘، الرائدة في مجال اللصاقات التجارية ومقرها دبي، ببدء عملياتها الإنتاجية في المملكة العربية السعودية، حيث من المرجح أن تكون طباعة اللُصاقات من أولى المجالات التي تستفيد من نمو الإنتاج المحلي للمواد الغذائية والسلع الاستهلاكية.

 

ويشير تقرير ’أستوت أناليتيكا‘ إلى أن التوجّه العام نحو التخصيص والمشاريع قصيرة المدى من شأنه أن يجعل الطباعة الرقمية الخيار المفضل في نهاية المطاف، ولكن في هذه الأثناء ما زال هناك الكثير من الفرص بالنسبة للطابعات التقليدية على صعيد المشاريع طويلة المدى المتعلقة بالسلع الاستهلاكية أو المطابع الهجينة القادرة على تنفيذ المشاريع طويلة الأمد مع إتاحة خيارات متنوّعة.

 

وبالإضافة إلى استخدام الحاويات الصلبة، فإنّ الأكياس ذات القواعد والأكياس العادية تُستخدم على نطاق واسع لحفظ المنتجات الغذائية والمشروبات، بينما ستنتقل المنتجات الصناعية إلى التغليف المرن الأكبر حجماً، وهو مجال تعتبر الطابعات الأكبر ذات الضغط المركزي (Central Impression) خياراً أنسب له، إذ تعتمد على الماء في أغلب الأحيان بما يلبي متطلبات الاستدامة في المملكة.

 

أمّا التوجه العام نحو التغليف الورقي الأكثر استدامة بمختلف أشكاله، فمن شأنه أن يؤدي إلى تعزيز إنتاج الورق المقوّى القابل للطي، ما يتيح فرصاً لطباعة الفليكسو الخطيّة والطباعة الرقمية بالإضافة إلى تنسيقات الأوفست الورقية الأكثر تقليدية.

 

كما أنّ النمو المتواصل للتجارة الإلكترونية من شأنه أن يعزّز الطلب على مواد التغليف المموّجة الآخذة في التطور أكثر فأكثر، ما يفسح آفاقاً جديدة للتغليف المخصص المطبوع رقمياً إلى جانب مواد الفليكسو المباشرة التقليدية والكرتون المموّج المُصفّح بالليثو.

 

بعبارة أخرى، فإن رؤية المملكة العربية السعودية 2030 ستتيح الكثير من الفرص الواعدة والمتنامية لمتخصصي الطباعة والتحويل في كافة مجالات الطباعة التجارية وطباعة التغليف.